كانَ: حَافِظاً للمسَائل على مذهب مَالِك، عَاقِداً للشروط، ولم تكن له رِواية تشهر عنه. وكان: مُوْصُوفاً بالعلم، معدُوداً من أهْلِه. وله كتاب: في توجيه حديث الموطأ.
تُوفِّيَ: سنة اثنتين وسبعين وثلاثِ مِائةٍ أو نَحوها حَدثَّني بذلك بعض أَهْل موضعه.
١٥٩٩ - يَحْيى بن مَالِك بن عَائذ بن كيسان بن مَعن بن عبد الرحمن بن صالح مَوْلى هِشَام بن عبد الملك بن مَرْوَان أمير المؤمنين: من أهْلِ قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبَا زكرياء.
سَمِعَ: بطُرْطُوشَة من أحمد بن سعيد بن مَيسرة، وبوشْقَة: من عبد الله بن محمد السندي، وقَدِمَ طالباً سنة عشرة فَسَمِعَ: من أحمد بن خَالد، ومحمد بن عبد الملك ابن أيْمَن، وعُثمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن يونس، ومحمد بن قَاسِم، وأَحمد بن زِيَاد، والحسن بن سعد، وقَاسِم بن أصبغ، ومحمد بن يحيى، وعُبَيْد الله ابن إدريس وجماعة سِواهم.
ورحل إلى المَشْرِق سنة سبع وأَربعين، وحَجَّ في سنة ثمان وأربعين فسمع بمصر: من ابن الوَرْد البغدادي، وأحمد بن الحسن الرَّازِي، وأبي قُتيْبة مسلم بن الفضل البَغْدادِي، ومحمد بن جعفر بن درّان غُنْدر الحَافِظ، وسعيد بن السّكن البغدادي، وبكير بن الحسن الرَّازِي، وأبي بكر بن أبي الموت وجماعة كثيرة.
ورحَل إلى بَغْداد فَسَمِع بِهَا من جَمَاعة، وبالبَصْرَة، والأهْوَاز، وغيرهما من كُور بَغْدَاد المجاورة لَهَا.
وحدَّثَني أنه سَمِع بِبَغْداد من سبع مائة رجل ونيف، وجمع عِلْمَاً عظيماً لم يجمعه أحد قَبله من أصْحَاب الرحل إلى المشْرِق، وتَردَّد بالمشرق نحواً من اثنتين وعشرين سنة. وكتبَ عن طَبقات المُحَدِّثين. وكتب النَّاس عنه كَثيراً بالمَشْرِق.