الثاني: رمي المالكي لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي رحمه الله بالتجسيم، من جنس رمي عمرو بن عبيد، لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما به، ومن جنس رمي أهل البدع جميعا، لأهل السنة به.
وإلا فإن رواية أحاديث الصفات، والإيمان بها على ظاهرها، من غير تكييف ولا تشبيه، ولا تمثيل، ولا تعطيل ليس فيه تشبيه، إلا عند الضلال والمبتدعة.
الثالث: أن البربهاري رحمه الله، لم ينفرد بتكفير من كفر، ولم يكفر إلا من قالت الأمة بكفره، وقد تقدم الدفاع عنه رحمه الله.
الرابع: أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- وأهل السنة حنابلة وغيرهم- أكثر الناس إجلالا، وحبا، وتعظيما، لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم جميعا، خاصة ذوي الفضل الكبير، والسبق الشهير، كالخلفاء الأربعة، وبقية العشرة، والمهاجرين والأنصار، فكيف ينتقص شيخ الإسلام عليا رضي الله عنه، وهو رابع الخلفاء الراشدين، وأفضل الناس قاطبة بعد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الثلاثة قبله، وكان يدافع رحمه الله عن عامة الصحابة من مسلمة الفتح وغيرهم، وممن هم دون علي في الفضل والسابقة؟! وإنما أهل البدع والأهواء قوم بهت، يكذبون ولا يستحون.
وقد قدمنا قريبا في غير موضع، ما يبين مكانة علي رضي الله عنه، عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.