الإخوة المقصود به أبناء إسماعيل؛ لأنه جاء لفظ الإخوة في هذا الاستعمال الحقيقي في وعد الله لهاجر في حق إسماعيل: وأمام جميع إخوته يسكن، سفر التكوين إصحاح ١٦ الفقرة ١٢ ...
كما جاء ذلك في الإنجيل أيضًا: فإن موسى قال للآباء: إن نبيًّا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون ... "من إخوتكم" يقصد أبناء إسماعيل. أعمال الرسل الإصحاح ٣ الفقرة ٢٢.
وفي النص "مثلك": أي مثل موسى في أنه عبد الله ورسوله صاحب الكتاب والشريعة، وأنه من والدين له زوجة وأولاد، مأمور بالجهاد إلى غير ذلك من المواصفات التي اتفق فيها موسى -عليه السلام- مع النبي محمد -عليه الصلاة والسلام.
وقوله:"ويجعل كلامي في فمه" إشارة إلى أن ذلك النبي ينزل عليه الكتاب وحيًا؛ لأنه يكون أميًا لا يباشر الكتابة؛ بل حافظًا للكلام، وهذا ينطبق على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- فأنه كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، وهكذا وصف بهذا الوصف في القرآن:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(الأعراف: ١٥٨) إلى آخر النص الذي يؤكد أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان نبيًّا صادقًا ولم يكن دعيًّا أو كاذبًا.
وفي التوراة من البشارات للنبي -عليه الصلاة والسلام- وما جاء في صفاته:"غنوا لله ورنموا لاسمه، أعدوا طريقًا للراكب في القفار باسمه ياه، واهتفوا أمامه أبو اليتامى، وقاضي الأرامل، الله في مسكن قدسه، الله مسكن المتوحدين في بيت مخرج الأسرى إلى فلاح؛ إنما المتمردون يسكنون الرمضاء". مزامير داود المزمور ٦٨ التسبيحة ٤: ٦.
فهذه الصفات التي وردت في هذا النص إنما هي صفات النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-: "الراكب في القفار أو الغمام": هو الذي عرج به إلى السموات السبع، وهو -عليه الصلاة والسلام-