أبو اليتامى، وهو قاضي الأرامل؛ فكذا كان -عليه الصلاة والسلام- اهتم باليتامى وتزوج الأرامل، وليست هذه الصفات تنطبق إلا على هذا النبي -عليه الصلاة والسلام.
ومن البشارات الواردة في التوراة بأسلوب واضح لكل ذي عينين وصريح لمن يتدبر ما جاء فيها: هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سرَّت به نفسي، ووضعت روحي عليه؛ فيخرج الحق للأمم، لا يصيح ولا يرفع، ولا يسمع في الشارع صوته، قصبة مردودة لا يقصف، فتيلة خامدة لا ينطفئ، إلى الأمان يخرج الحق، لا يكل ولا ينكسر؛ حتى يضع الحق في الأرض، انتظروا جزائر شريعته؛ أنا الرب قد دعوتك بالبر؛ فأمسك بيدك وأحفظك، وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا للأمم؛ لتفتح عيون العمي وتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة، وترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار؛ لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجدًا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر، الرب كالجبار يخرجك رجل حروب، ينهض غيرته، يهتف ويصرخ، ويقوى على عدائه، يخزي خزيًا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات أنتن آلهتنا، الرب قد سُرَّ من أجل بره، يعظم الشريعة ويكرمها؛ لكنه شعب منهوب ومسلوب، قد اصطيد في الحفر كله، وفي بيوت الحبوس اختبئوا، صاروا نهبًا ولا منقذ، وسلمًا وليس من يقول رد؛ من منكم يسمع؟! هذا يصغى ويسمع لما بعد. سفر إشعياء الإصحاح ٤٢ فقرة ١: ٢٣ بتصرف.
فهذا النص معناه: أن هذا النبي المبشر به هو عبد الله ورسوله الذي اختاره الله، وأنزل عليه الروح القدس جبريل -عليه السلام- سفير الوحي، وتكون رسالته الحقة لكل الأمم وجميع العالم، وهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- على خلق عظيم؛ فهو هين لين، ليس بالصخاب ولا الغليظ أو الفظ.