والعجب أن هذا الأمر قليل ما بقي محفوظًا لهؤلاء الإنجيليين؛ فكيف يعتمد على حفظهم في الأخبار الطويلة؟! ولو رآه آحدٌ من طلبة المدرسة مرة واحدة لما نسيه ... واعلم أن هذا غيض من فيض وقليل من كثير جدًّا.
الثالث: إثبات التحريف اللفظي والمعنوي:
ولا نزاع بيننا وبين المسيحيين في القسم الثاني التحريف المعنوي؛ لأنهم كلهم يسلمون صدوره عن اليهود في العهد القديم في تفسير الآيات التي هي إشارة -في زعمهم- إلى المسيح، وفي تفسير الأحكام التي هي أبدية عند اليهود، وأن علماء البروتستانت يعترفون بصدوره عن المعتقدين في عصمة البابا في أسفار العهدين.
بقي القسم الأول: تحريف لفظي:
قد أنكره علماء البروتستانت في الظاهر إنكارًا شديدًا؛ لتغليظ جهال المسلمين، وأوردوا أدلة مموهة مزورة في رسائله ليوقعوا الناظرين في الشك؛ لذلك هو محتاج إلى الإثبات؛ ولذا أردنا إثباته هنا، مع القول بأن التحريف اللفظي على أقسام ثلاثة:
١ - التحريف اللفظي بالتبديل.
٢ - التحريف اللفظي بالزيادة.
٣ - التحريف اللفظي بالنقصان.
وإذا أردت التوسع فراجع في ذلك كتاب (إظهار الحق) من صفحة ٢٠٥ إلى ٢٩٢؛ ولذلك أدلته الواضحة وشواهده البينة؛ إنما قصدنا الإشارة ولم نرد الذكر والتفصيل خوفًا من الإطالة، ولأنه إشارات لهذه المصادر، ولم نرِد