يرى الجينيون -كما يرى البوذيون- أن ظلم البراهمة يرجع أساسًا إلى الإيمان بالآلهة، ولذلك ذهبوا إلى إنكار الآلهة تحت أي مسمى ممكن، ولا يختلف الجينيون عن البوذيين في هذا إلا في إعلان هذا الإنكار، فلم يلتزموا الصمت، ولكنهم -بسبب ميلهم الشديد إلى المسالمة وعدم العنف- ذهبوا إلى الاعتراف بآلهة الهندوس للهندوس فقط، وعلى مذهبهم في الآلهة لم يشرعوا عبادةً أو نسكًا حيث لا حاجةَ إلى ذلك، كما أنهم ليسوا في حاجة لإنكار النبوة، وقد أثر التسامح في الأجيال اللاحقة من الجينيين، حيث بدأ بعضهم يؤمنوا بإله الهندوس لنفسه، وأخذ البعض الآخر يأله مهاويرا ومَن سبقه.
الركن الثاني: الجينية والطبقة:
تنكر الجينية نظامَ الطبقات على أتباعها، إلا أنها تسلم به للهندوس؛ منعًا للتعارض معهم، وتختلف في هذا عن البوذية؛ لأن البوذية تنكر الطبقاتِ لأتباعها ولغيرهم، كما أن البوذية لا تسمح بظهور الطبقات بأي صورة من الصور، بينما الجينية تقسم أتباعها إلى عامة وإلى خاصة، وتحدد لكل طائفة واجبًا معينًا، صحيح أن واجبات الخاصة تقشف وآلام لكنها على كل حال نوع من التقسيم الطائفي.
الركن الثالث: تناسخ الأرواح:
يؤمن الجينيون -مثل الهندوس والبوذيين- بانتقال الروح من جسد إلى جسد على النحو الذي سبق ذكره في الديانة الهندوسية، وإذا ما ترقت الروح ووصلت