إلى نهاية درجات الطهر والعفة، فإنها تسبح في عالم غير مادي، إنه عالم مليء بالسعادة والسرور، إنه فوق عالم البشر لا نهاية له، ولذا لا يمكن تعقله ووصفه، وكل ما يمكن الإحاطة به أن الأرواح هي التي تعيش السعادة، وهي وحدها التي تفوز وتنجو في وسط جو نوراني مليء بالمعرفة والخير، ولا يمكن الوصول إلى النجاة إلا بعد سلسلة من التناسخ والرقي، يتكرر معها الموت والولادة مع اتباع منهج صحيح يتضمن الاعتقاد الصحيح في القادة الجينيين، والعلم الصحيح بالكون المادي والروحي، والخلق الصحيح المشتمل على الأقوال والأعمال أمهاتُ الفضائل، والقناعة والزهد، ومحاربة شهوات النفس، والتحلي بالطهارة الظاهرة والباطنة.
إن مَن يتبع هذا المنهج يصل إلى النجاة، ومن العلوم أن النجاة والنرفانا والانطلاق كلها تقوم على فكرة واحدة ولا تختلف، إلا فيما تذهب إليه الهندوسية في أن الانطلاق يؤدي إلى الفناء في الإله برهمة، بينما النجاة والنرفانا لا يقولان بهذا حيث لا إلهَ في البوذية ولا الجينية.
العناصر المشتركة في أديان الهند:
إن مَن يقوم بدراسة هذه الأديان الثلاثة من أديان الهند: الهندوسية، البوذية، الجينية، يلاحظ أن هناك عناصر تلتقي عندها سائر أديان الهند، وهي بإجمال ما يلي:
١ - الإيمان بخلود الروح، واستمراريتها في أجساد متعددة، وذلك عن طريق التناسخ وتكرار المولد.
٢ - الإيمان بأن الروح تبقَى متنقلةً حتى تستقر في السعادة والخير والمعرفة التامة، وهذا ما يعرف بالانطلاق أو النرفانا أو النجاة.