بالنظر في كل ما ذُكر عند الديانة الصينية، يُلاحظ ارتباط النصوص في أغلبها بالجانب الأخلاقي، السمة الغالبة على الفكر الصيني كله، الأمر الذي يعطي عذرًا للعلماء الذين لا يرون للصينيين إلا أصحاب حكمة وفلسفة، ولولا ربط الأخلاق الصينية بالدين لرجحنا هذا الاتجاه. لقد ارتبطت الأخلاق بالدين على اعتبار أن الدين يدعو إلى حسن المعاملة، كل ما تتطلبه الآلهة هو السلوك القويم، وبالنسبة للكتب الدينية نلاحظ فيها إنها دُونت على فترات زمانية طويلة، كما أضيف إليها الحواشي والشروح العديدة التي اعتبرت أجزاءً منها، وهذا يؤكد أن قداستها اعتبارية، وأن تعظيمها جاء بسبب موقف الكهان منها، وأن نسبتها إلى أصحابها محل نظر ونقد.
وقد دخلت تطورات عديدة على أديان الصين -وبخاصة في العصر الحديث- فلقد حدث عقب ثورة ١٩١١ ميلادية أن أُعلنت الجمهورية وأعلن دستورها الذي لم يتضمن سوى فقرات قصيرة متصلة بالدين، وقد سارع رجال الدين الصيني إلى تكوين جمعية الكنفشوسية؛ للدفاع عن دينهم، الأمر الذي كان له أثره في اتخاذ أسس الفضائل الدينية مبادئ لحركة الحياة الجديدة التي أسست سنة ألف تسعمائة وأربع وثلاثين.
وأخيرًا أعلنت الشيوعية في الصين، فعمدت إلى تغيير كافة الأوضاع في المجتمع الصيني كله، والشيوعيون يعتبرون الفكر الصيني القديم نتاجَ صراع بين الطبقات وبين أفكارهم، وبأسلوب الشيوعية المعتمدة على الظلم والقهر يحاولون نشر مبادئهم الباطلة بكافة الوسائل الظالمة.