كل هذه الاجتهادات الإنسانية لا تمثل غير الدليل الحي على أن البشر أعجز من أن يصلوا إلى الحقائق الدينية الصحيحة من غير الاستناد إلى الوحي الصحيح مهما كانت درجة حضارتهم المادية أو تقدمهم الفكري أو إنتاجهم العلمي.
وعليه، فلا دليل لأحد هنا على أن الدين الصحيح من صنع إنسان أي إنسان، كما لا دليل لأحد على أن الدين يتطور مع الحضارة المادية رقيًّا وانحلالًا، إلا أن يكون هذا الدين صناعة بشرية خالصة، وحتى هذه الصناعة البشرية الخالصة نجدها لا تُوافق في درجة إقناعها للعقل أية صناعة بشرية أخرى، كما سنرى ذلك بعد إن شاء الله في معتقدات اليونانيين.