للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثله كمثل من آتاه الله ورزقه لحما طيبا نضيجا شهيا فصار يعرض عنه ويبحث عن اللحم النيئ المنتن العفن ويأكل منه، ورضي لنفسه أن يغوص في أوحال القذر والوسخ والخراءة وبئست النجاسة، حقا إنها الفطرة المنكوسة والطبيعة المعكوسة والنفس الشريرة الخبيثة، ثم إن المفعول به هذه الفعلة الحقيرة قد حصَّل من المفاسد ما يفوق الحصر والتعداد، قال ابن القيم - رحمه الله -: (ولأن يُقتل المفعول به خير له من أن يؤتى (يلاط به) فإنه يفسد فسادا لا يُرجى بعده صلاح أبدًا، ويذهب خيره كله، وتمص الأرض ماء الحياء من وجهه، فلا يستحيي بعد ذلك من الله ولا من خلقه وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن) (١) . . اهـ.

وقد قال العلماء أنه - أي المفعول به فعل قوم لوط -


(١) الجواب الكافي: ص ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>