للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الهروب من مواجهة الحقائق، وكلمة ذلك تضع الحقيقة شاخصة في مواجهة النفس الهاربة ...

وهذا الأسلوب لا يهتدي إلى مواقعه الشريفة إلا من مهر في سياسة الأساليب، وقلما تعثر عليه في كلام القوم الذين نزل فيهم القرآن؛ لأني لم أجده بهذه الغزارة وهذه الإصابة، وهذا السخاء، وهذا الزخم.

قال ابن الأثير:

"واعلم أيها المتوشح لمعرفة علم البيان أن العدول عن صيغة من الألفاظ إلى صيغة أخرى لا يكون إلا لنوع خصوصية اقتضت ذلك، وهو لا يتوخاه في كلامه إلا العارف برموز الفصاحة، والبلاغة الذي اطلع على أسرارها، وفتش عن دفائنها، ولا تجد ذلك في كل كلام، فإنه من أشكل ضروب علم البيان وأدقها فهما، وأغمضها طريقا".

<<  <   >  >>