ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى، وأبو إسحاق والقمر
فإنه لما قال: ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها تطلعت النفوس إلى معرفتهم؛ لأن في المسند ما يشعر بجليل خطرهم حيث تشرق الدنيا ببهجتهم، فإذا أتى المسند إليه وقع في النفس موقعًا حسنًا.
وقد ذكر ابن رشيق أنه اجتمع الشعراء بباب المعتصم، فبعث إليهم: من كان منكم يحسن أن يقول مثل قول منصور النمري في أمير المؤمنين الرشيد: "من البسيط"
إن المكارم والمعروف أودية ... أحلك الله منها حيث تجتمع
إذا رفعت امرأ فالله رافعه ... ومن وضعت من الأقوام متضع
من لم يكن بأمين الله معتصما ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع
إن أخلف الغيث لم تخلف أنامله ... أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع
فليدخل، فقال محمد بن وهب: فينا من يقول خيرًا منه وأنشد:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتهم ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
يحكي أفاعيله في كل نائلة ... الغيث والليث والصمصامة الذكر
فأمر بإدخاله وأحسن صلته.
ومما جاء على طريقة قول ابن وهب ما ذكره أبو أحمد العسكري، شيخ أبي هلال، قال: قال عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع.
ما مدحنا بشعر أحب إلينا من قول أبي نواس:
ساد الملوك ثلاثة ما منهم ... أن حصلوا إلا أعز ربيع
ساد الربيع وساد فضل بعده ... وعلت بعباس الكريم فروع
عباس عباس إذا احتدم الوغى ... والفضل فضل والربيع ربيع
فقد انتفع أبو نواس بإبهام العدد في التشويق والإثارة.