للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بالاخذِ) (١) -بالدرجِ- (عَنْهُ) أي: عمَّنْ عَنْعَنَ عَنْهُ، بأنْ كَانَ مَعْرُوفاً بالرِّوَايَةِ عَنْهُ (٢).

(وَقِيْلَ) في السَّندِ المُعَنْعَنِ: (كُلُّ مَا أَتَانَا مِنْهُ)، وإنْ لَمْ يَكُنْ راوِيهِ مُدلِّساً، فَهُوَ (مُنْقَطِعٌ)، لا يُحتجُّ بِهِ، (حَتَّى يَبِينَ) أي: يظهرَ (الوصلُ) بمجيئِهِ مِن طَريقٍ آخرَ، أنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُ؛ لأنَّ ((عَنْ)) لا تُشْعِرُ بشيءٍ من أنواعِ التحمُّلِ (٣).

قَالَ النَّوَوِيُّ: وهذا (٤) مَرْدودٌ بإجماعِ السَّلَفِ (٥).

قَالَ شَيْخُنا (٦): وَقَدْ تَرِدُ (٧) ((عَنْ))، ولا يُرادُ بِها بَيانُ حُكْمِ اتِّصالٍ، أَوْ انقطاعٍ، بَلْ ذِكْرُ قِصَّةٍ سواءٌ أأدْرَكَها، أَمْ لا؟ بِتَقْديرِ مَحْذُوْفٍ أي: مِن قِصَّة فُلاَنٍ، أَوْ شأنِهِ، أَوْ نحوِ ذَلِكَ.

مِثَالُهُ: مَا رَواهُ ابنُ أبي خَيْثَمَةَ في " تاريخِه "، عَنْ أبيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ عيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاقَ، عَنْ أبِي الأحْوَصِ: ((أنَّه خَرَجَ عَلَيْهِ خَوَارِجُ فَقَتَلُوْهُ)) (٨).

فَلَمْ يُرِدْ أَبُو إسْحاقَ بِقولِه: ((عَنْ أبي الأحوصِ)) أنَّه أخبرَهُ (٩) بِذَلِكَ، وإنْ كَانَ قَدْ لقِيَهُ وسَمِعَ مِنْهُ؛ لأنَّهُ يَسْتَحيلُ أَنْ يَكُونَ أخبرَهُ بَعْدَ قَتْلِهِ، وإنَّما أرادَ نَقْلَ ذَلِكَ بتقديرِ مُضافٍ مَحْذُوْفٍ، كَمَا تقرَّرَ (١٠).


(١) جوّد ناشر (م) الهمزة، وهو من ذهوله الشديد.
(٢) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٨٣.
(٣) حكاه الرّامهرمزيّ في المحدّث الفاصل: ٤٥٠ عن بعض المتأخرين من الفقهاء، ونقله الخطيب في الكفاية: (٥١٥ ت، ٣٦١ هـ‍) عن بعض الفقهاء وأهل الحديث.
وقائل هذا القول أبهمه ابن الصّلاح والناظم، وحكاه أيضاً الحارث المحاسبي فيما نقله ابن حجر عن بعض أهل العلم. وانظر: الكفاية: (٤٢٠ ت، ٢٩٠ هـ‍)، والنكت على كتاب ابن الصّلاح ٢/ ٥٨٤.
(٤) في (ق): ((وهو)).
(٥) شرح صحيح مسلم ١/ ١٠٩.
(٦) النكت لابن حجر ٢/ ٥٨٦.
(٧) في (ع): ((يرد)).
(٨) ذكره الحافظ ابن حجر في نكته ٢/ ٥٨٦ - ٥٨٧.
(٩) في (م): ((أخبر)).
(١٠) النكت لابن حجر ٢/ ٥٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>