للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وهْيَ) أي: العِلَّةُ الخفِيَّةُ القادِحَةُ، (تَجيءُ غالِباً في السَّنَدِ) أي: وقليلاً في المتنِ، فالتي في السَّنَدِ (يَقْدَحُ في) قَبولِ (المتنِ، بقَطْعِ مُسْنَدِ) مُتَّصِلٍ، (أَوْ وَقْفِ مَرْفُوعٍ)، أوْ غيرِ ذلكَ مِنْ مَوانِعِ القَبولِ، وذلكَ حيثُ لَمْ يَتَعَدَّدِ السَّنَدُ، أوْ لَمْ يَقْوَ الاتِّصَالُ، أو الرَّفْعُ -مثَلاً- على القَطْعِ، أو الوقْفِ.

(وقَدْ لا تَقْدَحُ) فيهِ، بأنْ يتَعَدَّدَ السَّنَدُ، أو يَقْوى الاتِّصالُ، أوْ نحوَهُ، أو يَقَعَ الاختلافُ في تعيينِ واحِدٍ مِنْ ثِقَتَيْنِ، (ك‍) حديثِ: (البَيِّعَانِ بالخِيَارِ) (١) المرْوِيِّ، عَنْ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ المدَنِيِّ، عَنْ مولاَهُ ابنِ عُمَرَ.

فَقَدْ (صَرَّحُوا) أي: النُّقَّادُ (بوَهْمِ) راويهِ (يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ) الطَّنافِسِيِّ (٢)، إذْ

(أَبْدَلاَ) - بأَلِفِ الإطلاقِ - (عَمْراً) هوَ ابنُ دينارٍ المكيُّ (بـ: عبدِ اللهِ) ابنِ دينارٍ، الذي هوَ الصَّوابُ. فالباءُ داخلةٌ عَلَى المتروكِ (٣) تشبيهاً لِلإبدالِ بالتَّبَدُّلِ، وإلاَّ فهوَ خلافُ مَا عليهِ أَئمَّةُ اللُّغةِ مِنْ أنَّها إنَّما تدخُلُ عَلَى المأخوذِ في الإبدالِ، كالتَّبديلِ، وعلى المتروكِ في الاستبدالِ و (٤) التَّبَدُّلِ، إنْ لَمْ يذكرْ مَعَ المتروكِ، والمأخوذِ غَيْرِهِما في الأربعةِ (٥).

وقدْ حَرَّرَ ذلكَ شيخُنا، شيخُ الإسلامِ، الشمسُ (٦) القَايَاتيُّ (٧)، أتَمَّ تَحْريرٍ في شرحِهِ (٨) لِخُطْبَةِ " مِنْهَاج النَّوَويِّ " (٩)، وبذلكَ انْدَفَعَ ما قيلَ: إنَّ الباءَ في الإبدالِ، إنَّما تدخُلُ على المتروكِ.


(١) أخرجه الحميدي (٦٥٥)، وأحمد ٢/ ٩ و ٥١ و ١٣٥، والبخاري ٣/ ٨٤ (٢١١٣)، ومسلم ٥/ ١٠ (١٥٣١) (٤٦)، والنّسائيّ ٧/ ٢٥٠ و ٢٥١.
(٢) رواية يعلى بن عبيد عند الطبراني في الكبير (١٣٦٢٩).
(٣) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣٧٦، وفتح المغيث ١/ ٢٤٨، وشرح السيوطي: ١٩٤. وانظر: مغني اللبيب: ١٤١، وتعقّب البقاعي في النكت الوفية: ١٦٢ / ب.
(٤) في (ع): ((أو)).
(٥) ذكره البقاعي في النكت الوفية ١٦٢ / ب.
(٦) ((الشمس)): سقط من (ق).
(٧) تقدمت ترجمته في قسم الدراسة.
(٨) انظر: حاشية الجمل على المنهج ١/ ٢٤.
(٩) انظر عن هذا الكتاب: وجيز الكلام ٢/ ٦٠٨، ونظم العقيان: ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>