للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٥٥ - وَلِثَلاَثٍ بَعْدَ عِشْرِيْنَ عُمَرْ ... وَخَمْسَةٍ بَعْدَ ثَلاَثِيْنَ غَدَرْ

٩٥٦ - عَادٍ بِعُثْمَانَ، كَذَاكَ بِعَلِيْ ... فِي الأرْبَعِيْنَ ذُو الشَّقَاءِ الأزَلِيْ

(وَوَضَعُوا التَّارِيْخَ) ليختبِرُوا به من جَهَلُوا حالَهُ صِدْقَاً وعدَالةً، (لَمَّا كَذَبَا ذَوُوْهُ) أي: أصْحابُ الكذبِ (حَتَّى بَانَ) أي: ظهرَ به كذبُهُم، (لَمَّا حُسِبَا) سنُّهم وسِنُّ مَنْ زَعَمُوا لُقِيَّهم لَهُ.

ومِنْ ثَمَّ قال الثَّورِيُّ: ((لما استعملَ الرُّواةُ الكذبَ، استعمَلنا لَهُم التَّارِيخَ)) (١).

وقد صَنَّفَ في الوَفَيَاتِ جماعاتٌ (٢)، مِنْهُمْ: القاضي أبو الحسَنِ عَبْدُ الباقي بنُ قانعٍ البغداديُّ، والقاضي أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ ربيعةَ بنِ زَبْر البغداديُّ، الدمشقيُّ.

وقد بدأ ببيانِ سِنِّ جماعةٍ مبتدأً منهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (فاسْتَكمَلَ (٣) النَّبِيُّ، و) أبو بَكرٍ (الصِّدِّيْقُ)، و (كَذَا عَلِيٌّ) بنُ أبي طالبٍ، (وَكَذَا) عمرُ بنُ الخطابِ (الفَارُوقُ) سُمِّي به؛ لأنَّ اللهَ تَعَالَى فرَّقَ بِهِ بينَ الحقِّ والباطلِ. أي: استكمَلَ كُلٌّ منهم (ثَلاَثَةَ الأعْوَامِ والسِّتِّينا) أي: ثلاثةً وستينَ عاماً، وهذا ما عَليهِ الجُمهورُ (٤).

وقِيْلَ في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إنّه عاشَ ستينَ (٥)، وقِيْلَ: خمساً وستين (٦)،


(١) أسنده ابن عدي في مقدمة الكامل ١/ ١٦٩ - ١٧٠، ومن طريقه الخطيب في الكفاية:
(١٩٣ ت، ١١٩ هـ‍).
(٢) في (ع): ((جماعة)).
(٣) في (م): ((استكمل)).
(٤) قال الحافظ العراقي: ((فالصحيح في سنه - صلى الله عليه وسلم - أنه: ثلاث وستون سنة، وهو قول عائشة، ومعاوية، وجرير بن عبد الله البجلي، وابن عباس، وأنس - في المشهور عنهما - ... وبه قال من التابعين ومن بعدهم: ابن المسيب، والقاسم، والشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، ومحمد بن إسحاق، وصححه ابن عبد البر والجمهور)). شرح التبصرة والتذكرة ٣/ ٢٤١.
(٥) وبه قال أنس بن مالك - في الرواية الأخرى عنه - وروي عن فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو قول عروة بن الزبير، ومالك بن أنس. انظر: شرح التبصرة والتذكرة ٣/ ٢٤١.
(٦) وهو ما رواه ابن سعد٢/ ٣١٠، وابن أبي شيبة (٣٦٥٣٦)، وأحمد١/ ٢٢٣و٢٦٦ و٢٧٩ و٢٩٤ و٣١٢ و٣٥٩، ومسلم ٧/ ٨٩ (٢٣٥٣)، والترمذي (٣٦٥٠)، وفي الشمائل (٣٨١)، وأبو يعلى (٢٤٥٢) و (٢٦١٤)، والطحاوي في شرح المشكل (١٩٤٤)، والطبراني في الكبير (١٢٨٤٣) و (١٢٨٤٤) من حديث عمَّار بن أبي عمار مولى بني هاشم، قال: سمعت ابن عباس يقول: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وستين. =
= وهذه رواية شاذة تفرد بها عمار بن أبي عمار، وأخطأ فيها فإن المتقنين من أصحاب ابن عباس رووا عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو ابن ثلاث وستين منهم عكرمة بن عمار وعمرو بن دينار وعروة بن الزبير وغيرهم، وقد ساق البخاري في تاريخه الصغير١/ ٢٧ - ٢٩، رواياتهم، ثم ساق رواية عمار، وقال: "ولا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار". وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية٥/ ١٩٧: "ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح، فهم أوثق وأكثر، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة، وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية". وكذلك قد سبقه إلى مثل هذا البيهقي في دلائل النبوة٧/ ٢٤١، فقد قال: "ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح فهم أوثق وأكثر".
وانظر: بلا بد كتابنا كشف الإيهام الترجمة (٤٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>