العصاة، فلا بد من تأويل هذا لئلا تتناقض نصوص الشريعة.
وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وهو يعلم» إشارة إلى الرد على من قال من غلاة المرجئة: إن مظهر الشهادتين يدخل الجنة، وإن لم يعتقد ذلك بقلبه. وقد قيد ذلك في حديث آخر بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «غير شاك فيهما» وهذا يؤكد ما قلناه.
قال القاضي وقد يحتج به أيضًا من يرى: أن مجرد معرفة القلب نافعة دون النطق بالشهادتين، لاقتصاره على العلم.
ومذهب أهل السنة: أن المعرفة مرتبطة بالشهادتين، لا تنفع إحداهما، ولا تنجي من النار دون الأخرى، إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه، أو لم تمهله المدة ليقولها، بل اخترمته المنية.
ولا حجة لمخالف الجماعة بهذا اللفظ إذ قد ورد مفسرًا في الحديث الآخر:«من قال لا إله إلا الله»، و «من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله».
وقد جاء هذا الحديث، وأمثاله كثيرة في ألفاظها اختلاف، ولمعانيها عند أهل التحقيق ائتلاف.
فجاء هذا اللفظ في هذا الحديث وفي رواية معاذ عنه - صلى الله عليه وسلم -: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، وفي رواية عنه - صلى الله عليه وسلم -: «من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة»، وعنه - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله إلا حرمه الله على النار»، ونحوه في حديث عبادة بن الصامت وعتبان