قال: فرجعت إلى عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فذكرت له أمرهم، فبعث الشرط فأخذوهم فجيء بهم إليه، فتابوا، ورجعوا عما قالوا، وقالوا: لا نعود فخلى سبيلهم. وقدم رجلاً منهم يقال له: عبد الله بن النواحة فضرب عنقه. فقال الناس: اخذ قومًا في أمر واحد، فخليت سبيل بعضهم، وقتلت بعضهم، فقال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا فجاء ابن النواحة، ورجل معه يقال له: حجر بن وثال وافدين من عند مسيلمة. فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتشهدان أني رسول الله؟» فقالا: أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله؟ فقال لهما: «آمنت بالله وبرسوله، لو كنت قاتلاً وفدًا لقتلتكما» فلذلك قتلت هذا. قال الإمام الطحاوي: فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قد قتل ابن النواحة، ولم يقبل توبته، إذ علم أن هكذا خلقه يظهر التوبة إذا ظفر به، ثم يعود إلى ما كان عليه إذا خلي» شرح معاني الآثار (٤/ ٢٠٤).