الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا من أهله، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده سبحانه وأشكره وأساله المزيد من فضله وكرمه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والعبد المجتبى أرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وهاديا إلى صراط مستقيم، فصلوات الله وبركاته عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغُرِّ الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد ..
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)) البخاري:١/ ٧،١٥. فهذا الحديث من جوامع كلماته الشريفة، ومن أعظم أصول الشريعة المنيفة فيدخل في هذا جميع العبادات والعادات ويتناول المعاملات والمعاوضات فلا يصح لأحد صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج إلا بالنية ولا تكمل عباداته كلها وينمو ثوابها إلا بكمال الإخلاص وصحة الطوية والنية بها تميز فروض العبادات من نفلها وبإخلاصها يعظم أجرها وفوز العامل بفضلها فيجب على كل مسلم أن يوطن ننفسه على الاحتساب في كل شيء وإرادة وجه الله تعالى.
وها أنا أفتح لك في هذا الكتاب باب عظيما من أبواب الطاعات لتسعى لكسب كنوز من الحسنات في دقائق معدودات ودللتك على المفتاح الأعظم لهذا الباب ألا وهو: مفتاح الإخلاص فبادر بتجديد النيات لتغير جميع العادات إلى عبادات لتبلغ إلى أسمى الغايات إلى جنة رب الأرض والسماوات وتطبق قول الله تعالى في محكم الآيات {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}(الأنعام، الآية١٦٢.)
وقد حاولت بعد الاعتماد على الله عز وجل أن لا أضع في هذا الكتاب غير الأحاديث الصحيحة ومن ثم حاولت الاختصار قدر الممكن وبسطه بصورة سهلة وبسيطة ليسهل على القارئ قراءته بدون ملل أو تعب وقد جزئت هذا الكتاب إلى أربعة أقسام.
القسم الأول: النية في الحياة اليومية.
القسم الثاني: النية في المعاملات.
القسم الثالث: النية في العبادات.
القسم الرابع: تذكرة عامة.
وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه، معينا قراءه على كسب الحسنات وتجديد النيات، فما من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو نسيان فمني والشيطان ..