للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو مجتمع له أدب فريد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم على أساس الإيمان الصادق والإتباع الصحيح، والمحبة الكاملة وهو مجتمع له أدب فريد في تعامل الفرد مع نفسه ومع إخوانه المسلمين، فهو مجتمع تصان فيه الحرمات ولا تتبع فيه العورات ولا تنتهك فيه الأعراض، حاطه القرآن الكريم بسياج من الفضائل الكريمة والمشاعر النبيلة لا فضل في هذا المجتمع لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود بل لا فضل لأحدهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، كما قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} الحجرات١٣. وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - قواعد هذا المجتمع المسلم وشدد على حرماته تشديدا عظيما ووضع حقوقا لكل مسلم على أخيه المسلم، فأولها: حق الحياة، وثانيها: حرمة المال، وثالثها: حرمة العرض، فهذه الثلاثة حقوق هي التي قوم عليها المجتمع المسلم.

فمن هنا كان لابد أن أذكر نفسي وإياكم بمضمون هذه الحقوق لكي نطبقها تطبيقا عمليا في حياتنا لنربط بين أشتات المجتمع المسلم.

- لماذا نعامل المسلمين معاملة حسنة؟

* النية الأولى:

١ - طاعة لأمر الله تعالى: قال - صلى الله عليه وسلم - ((اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)) صحيح الجامع١/ ٩٧.

٢ - تأدية لحقهم الواجب علينا قال - صلى الله عليه وسلم - ((حق المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)) رواه مسلم:٥

٣ - لنهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن التباغض والتحاسد والشحناء قال - صلى الله عليه وسلم - ((لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله)) مسلم:٢٥٦٤

٤ - مراعاه لحرمة المسلم قال - صلى الله عليه وسلم - ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم:٢٥٦٤

٥ - لربط العلاقات الحسنة بين المسلمين، فقد نهى الله تعالى عن التفرقة فقال عز وجل {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} آل عمران١٠٣.

* النية الثانية: للفوز بأجر المعاملة الحسنة ..

وهذه بعض صور المعاملات بين المسلمين:

١ - احترام الكبير ورحمة الصغير وتوقير العالم، قال - صلى الله عليه وسلم - ((ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه)) صحيح الجامع٢/ ٥٤٤٣.

- ... إن معاملتك بهذه المعاملة الحسنة، سبب لانتمائك لهذا الدين، ومن ثم احترام وتوقير الناس لك، فكما تدين تدان.

٢ - النصرة للمسلمين قال - صلى الله عليه وسلم - ((لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة، وإن كان مظلوما فلينصره)) صحيح الجامع٢/ ٥٤٨٣.

- ... إن نصرك للمظلوم حق واجب عليك والله يجازيك عليه بأن ينصرك في الدنيا والآخرة قال - صلى الله عليه وسلم - ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) رواه مسلم:٢٦٩٩

- ... فنصرك للمظلومين، يبلغك هذه الفضائل.

<<  <   >  >>