٤ - قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أدان دينا ينوي قضاءه أداه الله عنه يوم القيامة)) صحيح الجامع٢/ ٥٩٨٦.
أخي الحبيب: أنظر كيف عاملك الله تعالى بنيتك فلا تتردد أبدا في نوايا الخير.
٥ - قال - صلى الله عليه وسلم - ((من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)) رواه مسلم:١٩٠٩
إعلم أنك تبلغ منازل الشهداء بصدق نيتك، وصدق النية هي: إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه فكل صادق مخلص وليس كل مخلص صادق، فلا تنسى أن تسأل الله الشهادة في جميع دعائك.
٦ - قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم – أي نوى – بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها له سيئة واحدة)) البخاري:١١/ ٢٧٧،مسلم:١٣١
تأمل أخي المسلم إلى سعة رحمة الله تعالى فبمجرد النية كتب الله لك حسنة ولم يجازيك على السيئة بمثلها بل إن تركتها من أجله كتبت لك حسنة فاحرص أخي المسلم على أن تجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات بالنوايا الصالحة.
٧ - قال - صلى الله عليه وسلم - ((يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت عائشة رضي الله عنها كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم)) البخاري:٤/ ٢٨٤، مسلم:٢٨٨٤
دل هذا الحديث على عظم شأن النية إذ أن الله سبحانه وتعالى سيجازيهم على حسب نياتهم لا على حسب أعمالهم فمن أراد النجاة فليحسن جميع نياته ولا يبالي أن يأتيه الموت على أيه حال.
٨ - قال - صلى الله عليه وسلم - ((من استطاع منكم أن يكون له خبئ من عمل صالح فليفعل)) صحيح الجامع٢/ ٦٠١٨.
فالنية من أخبأ الأعمال التي لا يعلم بها إلا الله عز وجل فانو كل ما تحب وبذلك تكون قد طبقت حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
قال بعض السلف: رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية.
وقال يحيى بن كثير: تعلموا النية فإنها من أبلغ العمل
قال بعضهم: تجارة النيات تجارة العلماء والمعنى أن العلماء هم الذين يعلمون كيف يعاملون ربهم عز وجل ويربحون منه سبحانه أعظم ربح، أما في الطاعات فانوِ في الطاعة الواحدة نيات كثيرة، وأما في المباحات فما من شيء منها إلا ويحتمل نية أو نيات فيصير بها من محاسن القربات، كما قال بعضهم إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. ونصح آخر فقال لا تعملن عملا إلا بنية.
وقد أجاز بعض العلماء بجمع أكثر من نية في عمل واحد بالطريقة التي ذكرنا ولكن لا يجوز أن ننوي بعمل واحد فريضة ونافلة كمن يصوم صيام الفرض وينوي مع الفرض صيام التطوع.
وهذه التجارة تجارة النيات تجعك تجمع حسنات أكثر في أقل الأوقات.
**