للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضعيف، يقال: فهمٌ سقيم أي ضعيف، ولم يكن تأليف الكلام ضعيفًا بين كلماته، وذلك بألا يجري على المطرد من قواعد العربية عند الجمهور، يعني تأليف الكلام ترتيب الكلام قد يجري على السنن المشهور عند النحاة في قواعدهم، وقواعد النحاة - وخاصة البصريين - إنما يقعدون على ما اشتهر في لسان العرب، ولا ينظروا إلى القليل والنادر، ولا يقعدون .. ، وهذا من من أهم الفوارق بين مدرسة الكوفيين والبصريين، الكوفيون أدنى ما يمكن أن يتمسك به ويكون منقولاً جعلوه مستثنى مطرد أو جعلوه قاعدة، أما البصريون فلا، وإنما يجعلون القاعدة هو الشائع ثم ما ورد من البيت والبيتين والثلاثة، بل وأحيانًا العشر يجعلونه شاذًّا أو نادرًا أو .. أو .. إلى آخره، ولا يجعلون ناقضًا للقاعدة، حينئذ ما جاء على وفق المشهور في لسان العرب نقول: هذا فصيح، وما جاء مخالف نقول ضعف تأليفه، يعني تركيبه بعض على بعض نقول: هذا لم يأت على سنن العرب، حينئذ ينتفي عنه وصف الفصاحة، بالمثال يأتيك، أي لا يجري على المطرد من القواعد العربية عند الجمهور من النحاة بأن يكون التأليف مخالفًا للقياس الصحيح من الأقيسة النحوية المشهورة عند جمهور النحاة، كإلحاق علامة التثنية بالفعل إذا أُسند الفعل إلى فاعل ظاهر. قاما الزيدان عند الجمهور النحاة هذا شاذٌّ يحفظ ولا يقاس عليه، ((أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث)) هذه لغة ضعيفة، فإذا جاء يتكلم وتكلم قال: قاما الزيدان وقصد بالألف [أنها فاعل] (١) أنها حرف ليست فاعل، لو كان فاعلاً صح لا إشكال فيه، قصد بأن هذه الألف حرفًا، تدل على أن الفاعل مثنى كما أن التاء من قامت هند حرف تدل على أن الفاعل مؤنث، قامت هند: هند فاعل وهو مؤنث، ما الذي دلنا؟ التاء قاما الزيدان، الزيدان مثنى، ما الذي دلنا؟ بلفظه والألف، فالألف هنا دالة على التثنية كما أن التاء من قامت دالة على التأنيث، نقول: هذا سُمِعَ من كلام العرب، وهو لغة ((أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث)) أبا الحارث يسمونها، لكنه ضعيف، ولذلك نقول: لا يُخَرَّج القرآن عليها البتة وإن جوزها البعض فيها خلاف لكن هذا المشهور عند النحاة وهو الصحيح أن القرآن لا يُخَرَّج على لغة ((أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث)) البتة، {وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ} ... [الأنبياء: ٣] قالوا: هذه هيئته ظاهره على هذه اللغة، لكن لا بد من القول بالتقديم والتأخير، فإذا تكلم متكلم بهذه اللغة نقول: لم يجر على المطرد من لسان العرب، حينئذ نقول: هذا الكلام ليس فصيحًا.


(١) سبق صوبه الشيخ بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>