للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذًا أمدح قيل سبب التنافر تكرار أمدحه خاصة بما فيه من الثقل بين الحاء والهاء، يعني النظر هنا لا لذات اللفظ وإنما إلى التكرار، فمنشأ الثقل في الأول السابق نفس اجتماع الكلمات، وبالثاني تكرير أمدحه دون مجرد الجمع بين الهاء والحاء لوقوعه في القرآن في قوله: {فَسَبِّحْهُ}.

إذًا هذا هو الأول وهو (ثُمَّ الفَصِيحُ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ مَا) أي كلام كان، أي هذا الكلام (سليمَا) من تنافر، أي سلم من تنافر الكلمات بعضها مع بعض، وهذا على نوعين: أعلى، ودون.

ثم أشار إلى الثاني مما يشترط في الكلام الفصيح أن يسلم منه وقوله (وَلَمْ يَكُنْ تَألِيفُهُ سَقِيمَا)، والمشهور عند البيانيين ضعيفًا، ضعف التأليف، هذه وزنها ولكنه لم يرد عندهم [سليمًا] ضعيفًا هو المراد [بالسليم] الضعيف، (وَلَمْ يَكُنْ تَألِيفُهُ)، (وَلَمْ يَكُنْ تَألِيفُهُ) أي تأليف الكلام الضمير في تأليف هنا يعود إلى الكلام وهو اسم (يَكُنْ)، تأليف اسم (يَكُنْ) لذلك رفع، و (سَقِيمَا) خبره، خبر (يَكُنْ) أي الذي سَلِمَ من الكلمات من التنافر تأليفه أي الذي سَلِمَ من الكلمات من التنافر (سَقِيمَا) أي ضعيف التأليف، لم يكن تأليفه [سليمًا]، لم يكن تأليفه (سَقِيمَا) ليس سليمًا (١)، لم يكن تأليفه (سَقِيمَا) أي الأصل في السقم هو المرض، لكنه أراد هنا ماذا؟


(١) الألفاظ سليمًا التي وضعناها بين معكوفتين بَيَّن الشيخ هنا أنها سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>