للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثلثيه، وأقله: ثلث الليل. وكان هذا الإعداد للقول الثقيل الذي سينزله الله عليه:

(إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)

هو هذا القرآن وما وراءه من التكليف، والقرآن في مبناه ليس ثقيلاً فهو ميسر للذكر، ولكنه ثقيل في ميزان الحق، ثقيل في أثره في القلب: (لو أنزلنا هذا القرءان على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) فأنزله الله على قبل أثبت من الجبل يتلقاه ..

وإن تلقي هذا الفيض من النور والمعرفة واستيعابه لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

وإن التعامل مع الحقائق الكونية الكبرى المجردة لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

وإن الاتصال بالملأ الأعلى وبروح الوجود وأرواح الخلائق الحية والجامدة على النحو الذي تهيأ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

وإن الاستقامة على هذا الأمر بلا تردُّد ولا ارتياب، ولا تلفُّت هنا أو هناك وراء الهواتف والجواذب والمعوقات لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

وإن قيام الليل والناس نيام، والانقطاع عن غَبَش الحياة اليومية وسِفْسافها؛ والاتصال بالله، وتلقي فيضه

<<  <   >  >>