ذكرته منها آنفاً وما لم أذكره - ليس لأكثرهم خبرة كافية فيما ينقدونه، ولا لهم مشاركة حاكمة دقيقة إلا ما يرونه من آثار تلك الأعمال ونتائجها.
بل إن كثيراً من الكاتبين في الشؤون الإسلامية العامة في جوانبها المختلفة إنما يتناولون موضوعات لم يحسنوا فهمها، ولا مارسوها، ولم تكن شيئاً واقعاً في حياتهم، ولم يلمسوها أو يتعرفوا عليها عن قرب، إنما هو حماس متدفق وغيرة تنقصها الخبرة والمعرفة والتدريب الكافي على حسن التناول والأخذ:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابةَ إلا من يعانيها
لذلك كله احتاج العمل الإسلامي - بجوانبه المختلفة - إلى الأخذ الجاد بأساليب وطرائق التدريب العملي القائم على أسس نظرية صحيحة حتى نستطيع أن نستجيب لمتطلبات هذا العصر المعقدة، ونجاري غيرنا من الأمم الكافرة التي استطاعت أن تصل إلى درجات عالية من الرقي لأخذها بجملة أسباب، منها التدريب الجاد والمتواصل في مجالات الحياة كلها تقريباً.
أما الحديث عن أفراد الدعاة إلى الله تعالى وأحوالهم في باب التدريب والممارسة فهو حديث ذو شجون