للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس إليك (١)، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت ... اللهم ربنا لك الحمد مِلْءَ السماء ومِلْءَ الأرض ومِلْءَ مابينهما ومِلْءَ ما شئت من شي بعد ... أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله ألا أنت)) (٢).

وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

((اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم لك أنفه ... )) (٣).


(١) قال الإمام النووي: هذا مما يجب تأويله؛ لأن مذهب أهل الحق أن كل محدثات فعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها، وحينئذ يجب تأويله، وفيه خمسة أقوال، منها: أن معناه: لا يتقرب به إليك، ومنها: أنه لا يضاف الشر إليك على انفراده: لا يقال يا خَالق القردة والخنازير، ويا ربَ الشر ونحو هذا وإن كان خالق كل شيء أورب كل شيء وحينئذ يدخل الشر في العموم، ومنها: أن الشر لا يصعد إليك وإنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح، ومنها أن معناه: والشر ليس شراً بالنسبة إليك فأنك خلقته بحكمة بالغة، وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين. المصدر السابق.
(٢) أخرجه الإمام الترمذي في سننه: كتاب الدعوات: حديث رقم ٣٤٨٢، وقال: حديث حسن صحيح.
(٣) ذكر الإمام الهيثمي أن الحديث في معجم الطبراني الكبير والصغير، وفيه يحي بن صالح الأُبِّلّي روى عنه يحيى بن بكير مناكير، وبقية رجاله رجال الصحيح: انظر ((مجمع الزوائد)): ٣/ ٢٥٥.

<<  <   >  >>