وتقيم معنا حيث صرنا؛ لم يرفع على غير الرماح أساسها، ولم يتوج بغير السماء رأسها؛ قد بنيت على صهوات الجياد، وأعدت دون الأبنية لأوقات الجلاد؛ فهي رواقنا المنصوب في كل سرى وسير، وبساط ملكنا السليماني الذي تسري أمامه الوحش وتظلله الطير.
في الطبول: ودقت الطبول حتى ظن أن الأرض قد انقلبت، وأن الجبال مع الرجال قد أجلبت؛ حتى خيلت في يوم العرض أنه يوم القيامة، وأنه يوم العرض الأكبر فما تمنى امرؤ إلا السلامة.
في البوقات: وأعدت البوقات في جنبات العسكر المنصور، وأرجفت الأرض فما قيل إلا أن إسرافيل نفخ في الصور؛ وقد أعلن نفرها، ولم يسمع في الحرب إلا سفرها؛ فلم يزل يفاجئ الأعداء منها الانتكاس، ويرسل عليهم بإرعاد السيوف بها شواظا من نار ونحاس؛ فلو زجر البحر بصوتها لم يجر، ولولا الريح أسمع من حجر.
في الصرناي - وهو الزمر: وقد صبر ذلك الصرناي، على الصبر على الناي؛ لولاه لم يعرف زنام، ولا اشتهر حديثه مع المعتصم بين الأنام؛ لم يبلغ مدى صوته شبابه، ولا يحق لبياض مشيبها إلا أن يفدي شبابه.
في المشدة - وهي الرقبة: وشدت على فرس النوبة الرقبة السلطانية تعجب النظار، وتحدث المسرة بما فيها من ذائب النضار؛ كأنما لمعت بذهب البروق