للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمقامات على قدر ما يقع في الخطة؛ ويقال لمن جاء في آخرها: بطيحة - والوقوف في مقام التحمل على قدر القدمة في الرمي.

ولا يقبل عندهم إلا شهاداتهم؛ والشاطر عندهم من كانت له صروع كثيرة وإحسان ونكت.

والإحسان أن يصرع الرامي طيرين من جفة، أو طيرين من زمزوم، أو طيرين من خمسة، أو من أربعة، أو من ثلاثة، أو أن يصرع (المصطحب): وهو أن يمر به طائران فيصرعهما جميعا.

والنكت هي صراع الأطيار الكثيرة من زمزوم وما أشبهه.

ومن اقترف منهم ذنبا عقد له مجلس: فإذا قطع الحاكم فيه - أي حكم عليه - نزل عن قدمته، ونودي عليه، وهذا هو (الإقعاد).

في ذكر البرز: وبرزنا للرمي ومعنا قسي لا تتشكى معها الأوتار، ولا تزال طالبة للطير بالأوتار؛ في رفقة قد خرجوا في طلق، وإخوان صدق أحدقوا بالملق؛ آثروا التغرب على حب الديار، وبدوا أقمارا طالعة في سحب الغبار؛ في وجوه ما منها إلا ما ليس له شبيه، وعرف بأن يومه ذو الوجهين وهو وجيه. مرة والشمس ما طلعت، ولا سرحت الغزالة في فضاء النهار ولا رتعت؛ ومرة غدا اليوم مع أمس، والتقم المغرب قرص الشمس؛ بينا ترى

الطير سائرة، إذا من عينها بالساهرة؛

<<  <   >  >>