هذا الإعراض والادعاء والاتهام بالسحر والتكذيب واتباع الهوى وما يتبع ذلك من تحديات كان التخفيف على النبى صلّى الله عليه وسلم فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ثم يكون الترهيب بالمصير الذى إليه يصيرون: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨).
وتعرض السورة الكريمة أنباء السابقين مع تنوع أحوالهم، ووجوه الشبه فى أفعالهم وأفعال هؤلاء المشركين، فهؤلاء قوم نوح كذبوا نوحا وقالوا مجنون فكانت عاقبتهم الإهلاك غرقا، ونجّى الله نوحا والذين آمنوا معه، ويسر الله القرآن وما تضمنه من المعانى للذكر فهل من متّعظ معتبر: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (٩) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (١٤) وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٦) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧).