ينقصوا الناس أشياءهم، وألا يفسدوا فى الأرض، وألا يصدوا الناس عن الحق والهدى، وألا يبغوها عوجا، وأن يذكروا نعمة الله عليهم، وأن ينتفعوا بعاقبة المفسدين.
ولقد قدّمت سورة الأعراف نماذج متعددة من سلوك الناس مع رسل الله فى شركهم واستهانتهم بالحق وسخريتهم وفساد تصوراتهم وكبرهم وتكذيبهم، ووقوعهم فى الفاحشة، وسوء معاملاتهم الاقتصادية، وصدّهم عن سبيل الهدى، وإرادتهم للفساد فى الأرض وعدم انتفاعهم بما حدث لغيرهم، وكل هذا يمثل دروسا نافعة للناس؛ كى يفيدوا من أحداث السابقين والسعيد من وعظ بغيره. ولذلك كان التعقيب القرآنى بعد ذكر هذا القصص الحق: وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥).
وإذا كان العقلاء هم الذين ينتفعون بما يحدث لغيرهم على مرّ الأيام والليالى فإن