ولكن شأن الطغاة أن يتصوروا أنهم يملكون الناس ظاهرا وباطنا، وأنه لا ينبغى للإنسان أن يفكر إلا إذا أذن له سيده، ولا أن يؤمن إلا إذا سمح له فرعون، وتبع هذا التصور الباطل رمى فرعون لموسى عليه السّلام بالسحر، وأنه كبير السحرة، وأنهم تعلموا على يديه ثم اتّجه إلى السحرة وتوعّدهم بالتعذيب، وقابله السحرة بالإيمان والثبات والتفكير فى المصير والطمع فى مغفرة الله. قال تعالى: قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (٤٩) قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (٥٠) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (٥١).
ويؤمر موسى عليه السّلام بالسير ليلا لأنهم متّبعون، ويقوم فرعون بحشد إعلامى ليشتد غيظ الناس على بنى إسرائيل، وتكون العاقبة فى إخراج الظالمين من النعم الكثيرة وتمكين الضعفاء المستعبدين منها. وتأتى العاقبة فى بيان يشدّ انتباه السامعين إلى هذا