للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد زعم أبو الحسن أن حيث قد يكون اسماً للزمان، وأنشد:

للفتى عقلٌ يعيشُ بهِ ... حيثُ تهدى ساقه قدمهْ

فجعل حيث حيناً.

فإن قلت: فهل يجوز هذا أن تكون موضع الجملة بعد حيث جراً لإضافة حيث إليه، كما تضاف أسماء الزمان إلى الجمل؟

فإن ذلك لا يمتنع فيه، إذا كان زماناً، ولو جعلت حيث في قوله: بأذل حيث يكون زماناً، لم يسهل؛ لأن أفعل هذا بعض ما يضاف إليه، وإذا قلت: هذا أذل رجل، فالمعنى: هذا رجل ذليل، ولا يكاد يقال: زمان ليل، كما يقال: موضع ذليل ألا ترى أن الأماكن قد وصفت بالعز، فإذا جاز وصفها بالعز، جاز وصفها بخلاقه، فمما جاء مما وصف بالعز، قولهم: تمرد ما رد وعز الأبلق. ويدلك على أن الأبلق موضع، قول الأعشى:

بالأبلقِ الفردِ من تيماَء منزلهُ ... حصنٌ حصينٌ وجارٌ غيرُ غدَّارِ

وقال:

أنوفهمُ أذلُّ من السِّراطِ

<<  <   >  >>