وإن لم تجعله خبر مبتدأ محذوف، كان علموا على ضربين، أحدهما: عرفوا:
وخير حي حال مقدمة.
والآخر: علم القلب، فيكون خير حي مفعولاً مقدماً، ولكفئ بدل من لمعد.
وإن شئت جعلت علموا خبراً لمبتدأ، وتنصبت خير حي أي هم علموا خير حي.
قال الكميت، أو عيره:
وأنتَ ما أنت في غبراَء مظلمةٍ ... إذا دعتْ ألليها الكاعبُ الفضلُ
إن قلت: بم يتعلق الظرف؟
فالقول فيه انه في موضع حال، والعامل فيها ما في قوله: ما أنت من معنى المدح والتعظيم، كأنه قال: عظمت حالاً في غبراء، وليس في الكلام ما يصح أن يكون عاملاً في الظرف، غير ما ذكرنا، ألا ترى انه لا يتعلق بمظلمة بغبراء، من حيث لم تتقدم الصفة على الموصوف، فكذلك ما يتعلق به، ولا يصح في المعنى أيضاً.