للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيبكي على نفسه، ويوقن بهلاكه، ويقول:

{يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (٢٦) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (٢٧) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}. {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١) وَيَصْلَى سَعِيرًا}.

ويقرأ المجرمون كتبهم، فيرون كل عمل عملوه مدونَّاً فيها {أحصاه الله ونسوه}، قيقولون متعجبين: {يا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}.

وأيقنوا أنهم ظلموا أنفسهم: {ولا يظلم ربك أحداً}.

وندموا على ما فرطوا، حين اتبعوا وسوسة الشيطان، وهوى النفس الأمّارة بالسوء، فمقتوا لذلك أنفسهم، وإذا هم:

{يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}.

الإيمان باليوم الآخر

[الدفاع ثم الاقرار]

ثم إذا وقف الكفار للحساب، لجأوا إلى الانكار، وحلفوا كذبا على براءتهم، يظنون أنهم أمام حاكم من البشر، ممن لهم الظواهر، ونسوا أنهم أمام رب العالمين، الذي يطلع على ما في النفوس، ويعلم ما تكن الضمائر، {فيحلفون له كما يحلفون لكم}.

يقولون: {والله ربنا ما كنا مشركين}.

فيمسك الله بألسنتهم، ويمنعهم من أن ينطقوا، ويأمر أعضاءهم التي مارست الحرام فتقر بما صنعت، تنطق اليد معترفة بما اجترحت من حرام، والرجل بما مشت اليه من حرام.

{اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون .. }.

<<  <   >  >>