لا نعرف ما هو (الصور) على حقيقته، ولا (كيفية) النفخ فيه، وكل ما يقال في وصفه وتفصيل أمره، ما لم يكن مستندا إلى دليل سمعي صحيح، لا يعوَّل عليه. والذي جاء في القرآن: انه ينفخ فيه (فيفزع) من في السموات ومن في الأرض، وينفخ فيه (فيصعق) من في السموات ومن في الأرض. والظاهر من القول: انهما نفختان، وربما كانت - وهذا أرجح - نفخة الفزع هي نفخة الصعق، فلا يبقى بعد ذلك من الأحياء أحد إلا مات "الا من شاء الله"، وتمضي مدة الله أعلم بمداها، لم يخبرنا الله عنها. ثم ينفخ نفخة البعث، فتعود الحياة لكل ميت، ويبعثون من قبورهم "ينظرون""إلى ربهم ينسلون".
الإيمان باليوم الآخر
[البعث والحشر]
يبعث كل ميت على الحالة النفسية التي مات عليها، يظن انه لم يمر عليه الا ساعة أو ساعات، كالذي تصدمه سيارة وهو يشتري أو يبيع أو يتحدث، فيغمى عليه ويغيب عن وعيه ثلاثة أيام، فاذا صحا عاد يتم حديثه، أو يكمل بيعه وشراءه، لا يدري انها مرت عليه أيام ثلاثة، وكذلك يكون الناس يوم البعث، لذلك علمنا الدين أن نسأل الله حسن الخاتمة.
وقد أقام الله للناس أمثلة على ذلك في الدنيا، منها الذي مر على القرية الخالية الخاوية، فقال:{انَّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عامٍ}.
وأهل الكهف، الذي ناموا ثلاث مئة وتسع سنين، ثم قاموا يظنون أنهم ناموا ساعات، وبعثوا يشترون بنقودهم التي الغي التعامل بها، وهم لا يدرون.
هذه حال الناس عند البعث، يظن كل منهم أنه نام قليلا واستيقظ، يتناقضون فيما بينهم: