نحسن استعمال عقولنا، ونعمل على توجيه ارادتنا إلى الخير، وندع المباحث المتعلقة بالله، التي لم يتكلم فيها السلف ولا شغلوا أنفسهم بها.
الإيمان بالقدر
[الاحتجاج بالقدر]
ومن العصاة من يحتج لعصيانه بالقدر، تقول للزاني: لم زنيت؟ فيقول: لأنه قدر علي! وهي حجة واهية، مردودة من وجهين:
١ - لأن الحساب والعقاب يكون على العمل، وعلى الدوافع اليه، والبواعث عليه. وهذا الزاني لم يطلع على اللوح المحفوظ، ويَرَ ان الزنا مكتوب عليه - كما يزعم - ويذهب ليزني تنفيذا لحكم القدر، وانما تبع الشهوة، وطلب اللذة العاجلة، واستجاب لنداء الشيطان.
وقد احتج المشركون بمثل هذه الحجة فقالوا:{لوشاء الله ما أشركنا}. فرد الله عليهم بقوله:{قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا؟}.
أي: من أين عرفتم قبل أن تشركوا أن الشرك مقدر عليكم؟ وهل جربتم الايمان فوجدتم انه ممتنع عليكم؟
٢ - ان لو كان هذا المحتج بالقدر صادقا، لرضي بكل ما يقدره الله عليه، من فقر ومرض وجوع، وفقد حبيب، وذهاب مال، والمشاهد أنه لا يرضى بذلك، وهو مقدر عليه، ولا يسكن اليه. بل هو يعمل لجمع المال، ودفع المرض، واذهاب الجوع، ويألم لفقد الحبيب، وذهاب المال، فلماذا سخر قواه كلها، واستعمل عواطفه لجلب لذة الدنيا، ودرء الالم فيها، ولم يسخر عقله لقمع الشهوة، ومنع النفس من الحرام الذي ترغب فيه، وهو يعلم ما في عقبه من العذاب؟.
الإيمان بالقدر
[نحن والسلف أمام عقيدة القدر]
خصوم الاسلام يتهمون المسلمين اليوم بالتواكل والتكاسل، لأنهم