للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن، قلنا بها، والا صدقنا بخبر القرآن مجملاً ووقفنا عند حدوده، قال تعالى: {واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ... }.

وأمور أخرى ورد بها الحديث الصحيح (١)، ولم يصرح بذكرها القرآن، منها: انه يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقل الرجال، ويكثر النساء، وتندر الامانة، وتضطرب موازين المجتمع، فيرتفع المنخفض، وينزل العالي، ثم يكون ظهور (الدجال)، ونزول (عيسى) ناصراً لشريعة خاتم الرسل، (محمد) صلى الله عليه وسلم وعلى اخوانه المرسلين.

الإيمان باليوم الآخر

[ابتداء الساعة]

الذي يظهر من آيات الساعة في القرآن (٢)، ان ابتداءها يكون يزلزال هائل، لا يشبه ماعرف الناس من الزلازل، يقع - والله أعلم - والحياة البشرية لا تزال مستمرة على الأرض، والناس لا يزالون أحياء في الدنيا، فيصاب المجتمع البشري بفزع عام، ورعب شامل، يبلغ من شدته ان الام تذهل عن رضيعها، على ما ركب في طبعها من الحنو عليه، والميل اليه. والحوامل يسقطن من الرعب ما في بطونهن، والناس يكادون يفقدون عقولهم الواعية، فيغدون كأنهم سكارى.

{وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.

ومما يرجح القول بأن هذا الزلزال قبل القيامة قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الانسان ما لها}؟.


(١) الأحاديث التي يرويها واحد عن واحد لا نستطيع أن نجزم بأن الرسول قد نطق بها كما نجزم بصحة نص القرآن لذلك نحكم بكفر من يكذب شيئا من القرآن ولا نحكم بكفر من ينكر شيئا من هذه الأحاديث.
(٢) في الفصول الاولى من الكتاب: جعلت الكلام عاما للمسلم وغير المسلم، واعتمدت فيه على أدلة العقل أكثر من أدلة النقل، فلما وصلت إلى شعب الايمان، وصار الكلام موجها - على الغالب - للمؤمن، جعلت الاعتماد على الأدلة السمعية، وأكثرت الاستشهاد بالآيات.

<<  <   >  >>