المحرمات، وأن تخصه بالتعظيم المطلق، وبكل ما يدل عليه من قول وعمل، وأن تقصد رضاه وحده، لا تقصد بعبادتك الدنيا وأهلها ..
مظاهر العبادة
[البحث العلمي]
ولما كان الله قد أعطانا العقول، وأمرنا بالنظر في أسرار الوجود، وفي سننه العجيبة، وقوانينه التي أوجدها فيه، وكان علينا امتثال أمر الله، كان درس العلوم الطبيعية، واكتشاف أسرار الوجود عبادة. بشرط الاّ تقف عند معرفة القانون، بل تفكر في الاله العظيم الذي أوجده، فتزداد بهذا الفكر ايمانا بالله، واخلاصا في عبادته، وشرط آخر، هو ان تستعمل هذه الأسرار فيما ينفع الناس، ويرضي الله، لا فيما يضرهم ويؤذيهم، ويسبب في الأرض الفساد.
مظاهر العبادة
[شبهة وردها]
يسأل كثيرون، ما بال الكافر يعمل على ما ينفع الناس، يوزع الصدقات، ويبني الملاجئ والمستشفيات، ويفتح المدارس، ثم لا يكون له (عندكم) ثواب في الآخرة؟ والرد: ان الله لا يضيع عمل عامل من ذكر وأنثى، ولا يحرم محسنا ثمرة احسانه بل يعطيه ما يطلبه، أليس الجزاء الأعظم أن تعطي المحسن ما يطلبه.
فان كان المحسن مؤمنا، مصدقا بالآخرة، وطلب ثوابها، أعطاه الله ثواب الآخرة وان كان (هو نفسه) لا يريد الا الدنيا، الشهرة، والذكر الحسن، وان تكتب الجرائد عنه، ويسجل التاريخ اسمه، أعطاه ما يطلبه. هو لا يريد الآخرة، فلماذا تحزن أنت، وتعترض اذا لم يمنح ثوابها؟.
مظاهر العبادة
[جدال في غير طائل]
امتلأت كتب علم الكلام بالجدال: في (الصفات) و (الذات)، هل علم الله تعالى (مثلا) بذاته، أم بصفة العلم فيه، وبالتفريق بين صفات الذات، كالعلم والقدرة، وصفات الأفعال كالخلق والرزق. والجدل في كلام الله الذي جر إلى فتنة كبيرة، ما كان لها من داع، هي فتنة الامتحان