قدمنا في (قواعد العقائد) ان الحواس لا تصل إلى ادراك كل موجود، وان في الوجود عوالم حقيقية، لا ندركها بحواسنا، أقربها الينا الروح التي يحيا بها كل واحد منا.
من ينكر وجود الروح؟ لا أحد.
من أدرك (ماهية) الروح؟ لا أحد.
فالعالم المدرَك المشاهد، هو الذي سماه القرآن، (عالم الشهادة)، والعالم المغيب عن حواسنا - عالم ما وراء المادة " Metaphysique " هو عالم الغيب.
أما عالم الشهادة فيستوي في الايمان به، والتصديق بوجوده الناس جميعا، حتى الحيوان الاعجم يدرك بحسه وجودَه. فلا فضل في الايمان به لأحد على الحد، لأن ذلك من (العلم الضروري). ولكن الفضل، في الايمان بالغيب، فيمن يؤمن بما لا يراه ويصدق بوجوده، اعتمادا على صدق الخبر به.
وهذا ما يمتاز به المتقون، ولذلك جعل الله أول صفة وصف بها المتقين، في أول سورة البقرة، أنهم {الذين يؤمنون بالغيب}.
[الإيمان بالغيب]
[كيف نؤمن بالغيب؟]
كيف نؤمن بالغيب ولم يعطنا الله الحواس التي ندركه بها؟ اننا لو تركنا