والآيات الوادرة على هذا الاسلوب كثيرة، كقوله تعالى:{نسوا الله فنسيهم}.
فكلمة (نسوا) جاءت على المعنى (القاموسي) للنسيان. وهو غياب المعلومات عن الذاكرة. ولكن كلمة (فنسيهم) جاءت مشاكلة لها، ولا يراد منها ذلك المعنى، لأن الله لا ينسى:{وما كان ربك نسياً}.
ونقول بعبارة أخرى: ان كلمة (نسوا) استعملت بالمعنى الذي وضعت له. وكلمة (فنسيهم) استعملت بغير هذا المعنى.
ومثلها قوله {وهو معكم اينما كنتم} اتفق الجميع على انها معيّة علم لا معيّة ذات، لأن صدر الآية ينص على أن الله استوى على العرش.
مثلها قوله {سنفرغ لكم أيها الثقلان}، وقوله {ومكروا ومكر الله} وقوله {يخادعون الله وهو خادعهم}.
كل هذه الآيات لا يجوز فهمها بالمعنى القاموسي، الماديّ، بل بمعنى يليق به جلّ وعلا.
آيات دلت على المراد منها آيات اخرى. كقوله تعالى:{وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}. تدل على المراد منها آية:{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}. ويفهم منها ان بسط اليد يراد به الكرم والجود، ولا يستلزم ذلك، (بل يستحيل) أن يكون لله تعالى يدان كأيدي الناس والحيوان تعالى الله عن ذلك.