للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذنب، ويتركه لله مع شدة الرغبة فيه، وعظم الميل اليه. فله أعظم الثواب، كمن يستنزله الشيطان، فيدفعه إلى الزنا، حتى اذا تمت له أسبابه، وشرع به او هَمَّ، فذكر الله، فأعرض عنه وشهوته متعلقة به، ونفسه راغبة فيه، وأين من يقدر على ذلك الا ان أمده الله بقوة منه؟ فلا يجرب هذه التجربة أحد، فأنه يكون كمن يتناول جراثيم المرض الخطر، ان نجا منه اكتسب مناعة تجعله أقوى ممن لم يدن منه المرض، ولكن احتمال حصول المناعة من المرض واحد في المئة، واحتمال الهلاك به تسعة وتسعون. هذا في مرض الجسد، أما الكف عن الذنب، فانه لا يكسبه مناعة من العودة اليه، فمن أراد السلامة من الشر فليبتعد عنه، وليقطع أسبابه، وليسد الطريق اليه، ويهجر من الناس من يرغبه فيه، ويدعوه اليه. فان الصاحب ساحب، المرء على مذهب خليله، وقديما قالوا: "قل لي من ترافق، أقل لك من تكون".

فلينتبه لذلك الناشئون، ويطلبوا من الله العون.

<<  <   >  >>