للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال أغلب العلماء أن هذه الروايات غير صحيحة ومدسوسة على ابن مسعود منهم: الإمام النووي، قال في شرح المهذب: (أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن، وأن من جحد شيئا منها كفر، وما نقل عن ابن مسعود باطل وليس بصحيح) «١».

وقال ابن حزم: هذا كذب على ابن مسعود وموضوع، وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره «٢»، وقال الباقلاني: (وأما المعوذتان فكل من ادعى أن عبد الله بن مسعود أنكر أن تكونا من القرآن، فقد جهل وبعد عن التحصيل؛ لأن سبيل نقل القرآن ظاهرا مشهورا .. وكيف ينكر كونها قرآنا منزلا ولا ينكر عليه الصحابة، فلو أنكرها لم يستبعد ممن قرأ عليه أن يروي ذلك عنه ويذكره، فلما لم يرو عنه، ولا نقل مع جريان العادة دل على بطلانه وفساده) «٣».

قال الزركشي في ذكر عدد سور القرآن: (باتفاق أهل الحل والعقد مائة وأربع عشرة سورة، قال: وكان في مصحف ابن مسعود اثنا عشرة لم يكن فيها المعوذتان لشبهة الرقية، وجوابه: رجوعه عنه) «٤».

إلا أن الحافظ ابن حجر ذهب إلى صحة ما روي عن ابن مسعود، من أنه حذف المعوذتين من مصحفه، قال: (قول من قال أنه كذب عليه مردود والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل، بل الروايات صحيحة،


- ٩/ ٢٣٥.
(١) فتح الباري: ٨/ ٩٦٤؛ وينظر: مناهل العرفان: ١/ ٢٧٥؛ والمدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة: ٥٨٢.
(٢) فتح الباري: ٨/ ٩٦٤؛ ومناهل العرفان: ١/ ٢٧٥.
(٣) ينظر: نكت الانتصار للباقلاني: ٩٠.
(٤) البرهان للزركشي: ١/ ٢٥١.

<<  <   >  >>