للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عاقبة قارون وأثرها على قوم موسى]

قال الملأ من أهل العلم: {وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص:٨٠]، الآن كلا الفرقين قال قولته فبقي الفريقان ينتظران حكم أحكم الحاكمين، قال الله جل وعلا: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [القصص:٨١] أي: خسفنا به، واليوم لا يوجد زلزال أمتار مربعه، وإنما تعم المدن والقرى والهجر والمحافظات، لكن هذه معجزة لموسى وتكرمة لأهل العلم ونكالاً بـ قارون، فجعل الله الزلزال على قدر بيت قارون قال الله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} [القصص:٨١]، أما الدور المجاورة فلم يصلها شيء، وهذا لا يقدر عليه إلا الله.

قال الله: {فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ} [القصص:٨١]، فإن لم ينصره الله لن ينصره أحد ولو حاول أحد نصرته لباء بالفشل.

الآن كشف الغطاء وظهر الجواب الإلهي والفصل الرباني فتغيرت الخطاب صار أهل الدنيا كأهل العلم.

إن أهل العلم عرفوا القضية من بدايتها، أما أهل الدنيا فاحتاجوا إلى قرينة حتى يعرفوا فتأخر علمهم قال الله جل وعلا: {فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ} [القصص:٨١ - ٨٢]، ليس أمس المباشر وإنما قبل بزمن، فقد كانت هناك فتره زمنيه حتى خسف به، فلهذا قال الله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} [القصص:٨١ - ٨٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>