إن البريطانيين هم الذين مكنوا لليهود في بيت المقدس، وذلك فيما يسمى بوعد بلفور المشهور.
الساسة الصهاينة قرءوا التاريخ جيداً -كسياسة ليس كدين- والله قال:{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ}[آل عمران:١١٢] ثم قيد فقال: {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ}[آل عمران:١١٢] فالحبل الذي مع الله أضاعوه بقتلهم الأنبياء وكفرهم، وبقي الحبل الذي مع الناس.
فالساسة اليهود قرءوا أن قوة بريطانيا إلى أفول رغم أنها كانت بلداً لا تغرب عن محمياته الشمس، فاتصلوا بالولايات المتحدة الأمريكية وأقاموا هناك أموالهم وسلطانهم حتى استطاعوا أن يصلوا إلى القدرة على التغيير في القرار الأمريكي، وجعلوا بريطانيا وراء ظهرهم رغم أن بريطانيا هي التي مكنت لهم؛ لكنهم نقلوا رحالهم إلى أمريكا -رغم أنهم كانوا منبوذين- حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه حالياً.
إن يوشع بن نون دخل القدس في ٦ أيام، وفي عام ١٩٤٨م دخلت القدس في حكم اليهود، وحرب (١٩٦٧م) كان مدتها ٦ أيام، وقد تعمد اليهود أن تكون الحرب ٦ أيام، وهي في الإذاعات العربية يقال لها: نكسة الخامس من يونيو حزيران، لكن في الإعلام الإسرائيلي يقولون: حرب الأيام الستة ليذكروا الشعوب اليهودية في إسرائيل وفي غيرها أن دولة إسرائيل قائمة على إرث عقدي يهودي تذكيراً بما صنعه يوشع بن نون من قبل بأنه دخل الأرض المقدسة في ستة أيام.
وقد أغلقوا باب الحرب بعد أن دخلوا سيناء والجولان، واحتلوا الضفة الغربية وما يسمى الآن بقطاع غزة، ودخلت القدس ضمن الحظيرة اليهودية.
هذا إحدى المصطلحات التي ينبغي التنبه لها عند سماع الأحداث.
وقعت حرب (١٩٧٣م) وهي حرب العاشر من رمضان، وحصل فيها نوع من التقدم، لكن لم يظفر المسلمون فيها بدخول المسجد الأقصى.