كان والده زياد الأقطع محبا لآل البيت، متفانيا فى حبهم.
وكلمة «الأقطع» فى اسم والده هى وسام شرف ألحق باسمه بسبب حبه لآل البيت، فقد قطعت يده فى حربه مع سيد الشهداء الإمام الحسين رضى الله عنه:
وإذا كان هناك من يسمى: أمير المؤمنين فى الحديث- كسفيان الثورى- فإنه كان يحلو لثعلب العالم الكوفى الكبير أن يسمى الفراء: أمير المؤمنين فى النحو وهو لقب استحقه الفراء بجدارة.
وإذا كان قد بلغ القمة فى النحو، فإن ابن خالته هو محمد بن الحسن الفقيه الشيبانى صاحب أبى حنيفة كان قمة فى الفقه.
ومن أظهر أساتذة الفراء: على بن حمزة الكسائى- فى النحو، وسفيان بن عيينة فى الفقه والحديث.
وكان الفراء معنيا بعلم القراءات- وأجاده إجادة كبيرة وقد أخذه عن الكسائى، ومحمد بن حفص.
وهذه العقلية التى تمحضت- أو كادت- لدراسة علوم اللغة والنحو وما إليهما لا يأتى أن يكون عندها الاستعداد الفطرى لعلم الكلام ولكن طموح الفراء أبى إلا أن يحاول إتقان علم الكلام فاخفق وذلك لأن طبيعته هى طبيعة النحويين، وعن ذلك يقول أديب العربية أبو عمرو الجاحظ:
«دخلت بغداد سنة أربع ومائتين حين قدم إليها المأمون- وكان الفراء يحبنى، ويشتهى أن يتعلم شيئا من علم الكلام، فلم يكن له فيه طبع.