: كان الإمام النسفى على نسق غيره من كبار العلماء المسلمين مشهورا بالزهد والصلاح والتقوى، فضلا عن تفرغه للعلم والدراسة والبحوث وقد اشتهر علمه وذاع فضله فى عصره وبعد عصره وبارك الله فى مؤلفاته، فأصبحت مرجع الباحثين، ومجال البحث والدراسة بين الدراسين، لما فيها من تدقيق وتحقيق، واكتفاء بالاشارة عن التفصيل، وبالإيجاز عن الاطناب.
وقد قدره العلماء حق قدره، فقد كتب عنه صاحب (الدرر الكامنة) فوصفه بهذه الكلمة المدوية (علامة الدنيا).
وكتب عنه الحافظ عبد القادر فى طبقاته فقال:
«أحد الزهاد المتأخرين، صاحب التصانيف المفيدة فى الفقه والأصول، له المستصفى فى شرح المنظومة، وله شرح النافع سماه بالمنافع، وله الكافى فى شرح الوافى، وله كنز الدقائق، وله المنار فى أصول الفقه، وله العمدة فى أصول الدين، تفقه على شمس الأئمة الكردى، وروى الزيادات عن أحمد بن محمد العتابى» ..
والنسفى باعتباره من أئمة أهل السنة كان له مواقف فى غاية القوة، وفى غاية العمق، فى الرد على كل انحراف فى تفسير القرآن، وخصوصا تفسير الكشاف .. ، .. ولم يقتصر فى الرد على المعتزلة على ما كتبه عن تفسير الكشاف، وإنما فعل ذلك فى كل كتبه الكلامية التى كانت لقيمتها الكبرى مجال اهتمام فى رحاب الأزهر، قررت على الطلبة فى مختلف مراحل التعليم، وقام الأساتذة باختصارها، وبشرحها، وبالتعليق عليها مستفيدين منها، ومفيدين للغير بها- والله سبحانه وتعالى يقول:
وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ. سورة يس الآية ١٢ وان آثار الإمام النسفى فى الخير هائلة.