إننا نعجل فنورد فى مطلع الحديث عن الحكيم الترمذى قوله:
(ما صنفت حرفا عن تدبير، ولا لينسب إلى شىء من المؤلفات، ولكن كان إذا اشتد على وقتى اتسلى به .. ).
لقد تثقف فى اللغة والدين والحكمة كأحسن ما يكون التثقيف، والتزم العبودية لله سبحانه وتعالى أخلص ما تكون العبودية، لما توفر له العاملان الأساسيان لكل مرب ومصلح: الثقافة وتزكية النفس، وأخذ يجاهد فى سبيل الله، داعيا العبيد الآبقين إلى الدخول من جديد فى ساحة الرضوان، ليتكفل الله بهم، وليرعاهم، وليسعدوا فى دنياهم وفى آخرتهم:
وفاضت عنه الحكمة جذابة وضاءة زكية، فاضت عنه حديثا، وفاضت عنه سلوكا وفاضت عنه كتابة وبحثا وتأليفا فى مختلف الميادين الدينية، يقول عنه الإمام الشعرانى: وهو من كبار مشايخ خراسان، وله التصانيف المشهورة وكتب الحديث ..
ثم يروى الإمام الشعرانى بعض أقواله: نذكر منها قوله: دعا الله الموحدين للصلوات الخمس رحمة منه عليهم، وهيأ لهم فيها ألوان الضيافات لينال العبد من كل قول وفعل شيئا من عطاياه سبحانه وتعالى، فالأفعال كالأطعمة والأقوال كالأشربة، وهم عرش الوحدانية.
وكان رضى الله عنه يقول:
(صلاح الصبيان فى المكتب، وصلاح قطاع الطريق فى السجن، وصلاح النساء فى البيوت).