الواقع أنه لم يكن له التصانيف فى علوم القوم (والقوم هنا هم الصوفية) فحسب، وإنما كانت له كتب كثيرة فى كثير من الفنون المختلفة.
ومنذ زمن بعيد والناس- كبارا وصغارا- متأثرون به نقدا أو إعجابا.
ومن الكتب التى كان يدرسها الإمام ابو الحسن الشاذلى والإمام أبو العباس المرسى كتاب:«ختم الأولياء».
وكتاب ختم الأولياء للحكيم الترمذى، كتاب أقام الجو الثقافى وأقعده حين صدوره وكان سببا فى صعوبات كثيرة اعترضت المؤلف بسبب الآراء التى احتوى عليها.
وهو كتاب أثار اهتمام الإمام الأكبر محيى الدين بن عربى اثارة كبرى.
فافرد له كتابا خاصا ثم افرد له صفحات من كتاب الفتوحات وحاول ان يجيب على ما ورد فيه من اسئلة ووضع نفسه بهذا موضع، الاختبار وهو من هو فلسفة وحكمة وعلما وتصوفا، ووضع نفسه بهذا موضع التحدى وكانه يقول:
ها أنا ذا أجيب على الاسئلة متحديا فيما يتعلق بصحة الإجابة.
لقد كان الشاذلى يلقى دروسا فى شرح هذا الكتاب ولقد بلغ من روعة هذه الدروس ان كان ابو العباس المرسى يحرص كل الحرص على حضورها لما كان لها فى نظره من الأهمية وحينما يكون على سفر فى شأن من شئون الدعوة، فإنه يلتمس كل وسيلة تمكنه من حضورها.
ولقد كان كتاب ختم الأولياء مفقودا إلى عهد قريب، ثم عثر الأستاذ عثمان يحيى عليه فطبعه فى بيروت طبعة محققة مع دراسة عن الترمذى.
ويقول ابن عطاء الله السكندرى- رضى الله عنه- عن أبى العباس المرسى:
(وكان هو والشيخ أبو الحسن كل مهما يعظم الإمام الربانى محمد ابن على الترمذى، وكان لكلامه عندهما الخطوة التامة .. وكانا يقولان أنه أحد الأوتاد الأربعة).