هذا التفسير من التفاسير التى تمثل بحق التفسير الصوفى للقرآن الكريم.
فمؤلفه له القدم الثابته فى مجال السلوك الصوفى القائم على أساس من الشريعة والاقتداء بالرسول صلّى الله عليه وسلم.
وقد تكلم على بعض آيات من القرآن مبينا ما ألهمه بشأنها.
وقد جمع أقواله أبو بكر بن أحمد فى كتاب «عرف» بتفسير التسترى، وهو هذا التفسير الذى نعرفه الآن، والذى طبع فى كتاب متوسط الحجم باسم .. «تفسير القرآن العظيم».
والناظر فى هذا التفسير- يلمح عليه دلائل التفسير الصوفى المستقيم، ويرى فيه تحقيق قول المؤلف ..
«أصولنا سبعة .. التمسك بكتاب الله تعالى، والاقتداء بسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب الآثام، والتوبة، وأداء الحقوق.
لقد سار سهل فى إطار القرآن، وعرف ما قاله الأئمة أو كثير من الأئمة فى تفسير الآيات، ولكن القرآن لا يمكن أن يحيط أحد بأقطاره، ولا يمكن أن تكون المعانى اللغوية الضيقة هى كل ما عبر عنه القرآن، إنها- إن عبرت- فإنها تعبر عن ظاهر.
ولكن القرآن الكريم ليس هو ما يظهر للناظر منذ الوهلة الأولى.
إن وراء ظاهره أسرارا لا تتعارض مع هذا الظاهر، ولكنها توضحه وتجعله نافذا إلى القلوب جاذبا للنفوس، آسرا للأرواح. إنها ما عبر عنه الرسول صلّى الله عليه وسلم بقوله: