وابن باديس هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكى بن باديس، ولد فى أسرة صنهاجية من اعرق الاسر فى العلم والنسب، ومكانة الاسرة فى العلم يصف جانبا منها ابن خلدون حينما يقول:
انه اجتمع اربعون عمامة من أسرة باديس فى وقت واحد فى التدريس والافتاء والوظائف الدينية.
وهذا العدد فى أسرة واحدة فى وقت واحد دليل كاف على صلتها الوثيقة بالعلم والاسرة تنحدر عن الصنهاجيين الذين كانوا ملوكا وحكاما، وكان من انبهم المعز بن باديس.
ولد ابن باديس فى سنة ١٣٠٨ هـ ١٨٨٩ م ميلادية وأخذ منذ الطفولة فى التعليم بحفظ القرآن الكريم كما ألف الوسط الذى يعيش فيه من بدئهم بحفظ القرآن الكريم، ثم أخذ يتزود من علوم العربية وعلوم الاسلام.
ثم شد الرحال الى جامع الزيتونة بتونس الذى كان مزدهرا بالعلم والعلماء، ارتحل الى الزيتونة وهو كبير السن وقد تزود بقسط وافر من العلوم، وانتهت دراسته بها سنة ١٩١٢ ثم سافر الى الحج والزيارة، وهناك التقى ببعض الجزائريين النابهين، منهم الشيخ البشير الابراهيمى، واخذوا يتدارسون الوضع السياسى فى الجزائر والاحتلال الفرنسى الجاثم على صدرها، يدبر الامر فى عنف لجعلها فرنسية لغة وثقافة، واتفقوا على أن النهضات المستقرة الناجحة انما تقوم على اساس من الايمان الوثيق، وبدون الايمان لا تنجح نهضة فى الشرق الاسلامى ولا تستقر.