ومما أخذه عليه كثير من الناس حملته على الصوفية، هذه الحملة التى يمدحها كثير من أصحابه والحق أن هؤلاء وأولئك لم يدرسوا ابن تيمية فى هذا الجانب دراسة عميقة، وذلك أن ابن تيمية يقدس الإمام عبد القادر الجيلانى، ويشرح كثيرا من فقراته مثنيا ومادحا ..
والإمام الجيلانى هو التصوف كله، فلا يكاد يخرج رأى فى التصوف إلا وله فيه باع طويل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فى فتاواه ج ١١، ص ١٧ فى تحديد معنى الصوفى:«هو فى الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذى اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذى اجتهدوا فيه، والصوفيون قد يكونون من أجل الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقى زمانهم، والصديق فى العصر الأول أكمل منهم، والصديقون درجات وأنواع».
ويقول ابن تيمية أيضا: «ولأجل ما وقع من كثير منهم من الاجتهاد والتنازع فيه تنازع الناس فى طريقهم فطائفة ذمت الصوفية، والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون على السنة وطائفة غالت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل الطاعة ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذى هو من أهل اليمين وفى كل من النوعين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب أولا يتوب.